واستدل الفقهاء من هذه الروايات على حرمة قطع الاشجار وغيرها من الامور، الا في الحالات التي عبرت عنها الروايات (الا ان تضطروا اليها)، وقال الكثير منهم بدلالتها على الكراهة دون الحرمة. ـ قطع او حرق نخيل بني النضير: لعل ما أشارت اليه الآية الكريمة في قوله تعالى: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ}[الحشر: 5]. هو الحدث الوحيد الذي حصل فيه قطع للأشجار او احراقها بأمر من الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله)، ولم يكن هناك ما يماثلها الا في غزوة بني النضير. و(اللينة) من مادة (لون) تقال لنوع جيد من النخل، وقال اخرون: انها من مادة (لين) بمعنى الليونة التي تطلق على نوع من النخل، والتي لها أغصان لينة قريبة من الارض وثمارها لينة ولذيذة. وذكر الراغب في مفرداته ان اللينة: النخلة الناعمة من دون اختصاص منه بنوع منها دون نوع(8). وفي أسباب نزول هذه الآية ان قسما من المسلمين اقدموا على قطع بعض نخيل بني النضير (قوم من اليهود)، في الوقت الذي خالف البعض الاخر ذلك، وهنا نزلت الآية اعلاه وفصلت نزاعهم في هذا الموضوع. وقال البعض الاخر: ان الآية دالة على عمل شخصين من الصحابة، وقد كان احدهم يقوم بقطع الجيد من الشجر النخل ليغضب اليهود ويخرجهم من قلاعهم، والاخر يقوم بقطع الرديء من الاشجار كي يبقى ما هو جيد ومفيد، وحصل خلاف بينهم في ذلك، فنزلت الآية حيث اخبرت ان عملهما بأذن الله.
ولكن ظاهر الآية يدل على ان المسلمين قطعوا بعض النخيل (اللينة) وهي نوع جيد من النخل، وتركوا قسما اخر، مما اثار هذا العمل اليهود، فأجابهم القرآن الكريم بان هذا العمل لم يكن عن هوى نفس، بل عن أمر الهي صدر في هذا المجال، وفي دائرة محدودة لكي لا تكون الخسائر فادحة. وعلى كل حال فان هذا العمل كان استثناء من الاحكام الاسلامية الاولية التي تنهى عن قطع الاشجار وقتل الحيوانات وتدمير وحرق المزارع... والعمل اعلاه كان مرتبطا بمورد معين حيث اريد اخراج العدو من القلعة وجره إلى موقع انسب للقتال وما إلى ذلك، وعادة توجد استثناءات جزئية في كل قانون، كما في جواز أكل لحم الميت عند الضرورة القصوى والاجبار. وقوله تعالى: {وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ}[الحشر: 5] ، ترينا على الأقل ان احد اهداف هذا العمل هو خزي ناقضي العهد هؤلاء، وكسر لشوكتهم وتمزيق لروحيتهم (9). وعلق سيد قطب على هذه المسالة بالقول:(وكان المسلمون منهيين قبل هذا الحادث وبعده عن مثل هذا الاتجاه في التخريب والتحريق، فاحتاج هذا الاستثناء إلى بيان خاص يطمئن القلوب، فجاءهم هذا البيان يربط الفعل والترك باذن الله، أراد به ان يخزي الفاسقين وقطع النخيل يخزيهم بالحسرة بل قطعه، وتركه يخزيهم بالحسرة على فوته، وارادة الله وراء هذا وذلك على السواء)(10).
أكد الدكتور محمود كبيش، عميد كلية الحقوق السابق، على وجود قانون يجرم قطع الأشجار دون وجود مقتضى أو غاية من قطعها كإقامة المشروعات والتطوير، ولا يكون الهدف منه تصحير الأراضي. وأوضح "كبيش"، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه تم تغليظ العقوبة بقانون الري والصرف رقم 12 لسنة 1984 مؤخراً على قطع الأشجار في حالة عدم الحصول على موافقة من وزارة الري أو الزراعة بغرامة لا تقل عن ألف جنية ولا تزيد عن 5000 جنيه، والتي كانت قديماً الغرامة 30 جنيها ولاتزيد عن 200 جنيه. وأشار إلى أن العقوبة تكون على عدم موافقة الجهة المختصة وليس الجريمة في قطع الشجرة قديمة كانت أو جديدة، حيث إن موافقة الجهة المختصة تقتضي دراسة أعمار الأشجار ومن ثم يتم الموافقة على قطعها.
أون باي 1 إيس 2 جاردينا 23 جاردينا® 4 سلوجرز 6 شوراك شوريك 5 فيسكارز فيسكرز 12 هوم وركس عرض الكل 61 19 - 599 تم العثور على 61 منتج/ منتجات متوفر عبر خدمة "انقر واستلم" متوفر عبر خدمة "التوصيل المنزلي" تم العثور على 61 منتج/ منتجات
وتضمنت وصايا النبي (صلى الله عليه واله) إلى الجيش الاسلامي امورا منها: عدم احراق المزروعات والبساتين، وتلويث مياه الانهار والبحار، وقتل الثروات الحيوانية، والتمثيل بقتلى العدو او الغدر ونقض العهود او القاء السم في المياه، وغيرها من الامور التي حذر النبي (صلى الله عليه واله) من فعلها. عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:(ان النبي (صلى الله عليه واله) كان اذا بعث اميرا على سرية امره بتقوى الله عز وجل في خاصة نفسه، ثم في اصحابه عامة، ثم يقول: اغز بسم الله وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله ولا تغدروا ولا تغلوا وتمثلوا، ولا تقتلوا وليدا ولا متبتلا في شاهق، ولا تحرقوا النخل ولا تغرقوه بالماء، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تحرقوا زرعا، لأنكم لا تدرون لعلكم تحتاجون اليه، ولا تعقروا من البهائم مما يؤكل لحمه الا ما بدا لكم من اكله... )(6). وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:(كان رسول الله (صلى الله عليه واله) اذا بعث سرية دعا بأميرها فأجلسه إلى جنبه واجلس اصحابه بين يديه ثم قال: سيروا بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله (صلى الله عليه واله) لا تغدروا ولا تغلوا ولا تقطعوا شجرة الا ان تضطروا اليها، ولا تقتلوا شيخا فانيا ولا صبيا ولا امرأة... )(7).