تعالت مداخلات بعض أعضاء مجلس الشورى، اليوم، انتقاداً لتقرير وزارة العمل والتنمية الاجتماعية للعام المالي ١٤٣٩/ ١٤٤٠هـ؛ بسبب ضعف مرتبات موظفي الشركات وارتفاع معدلات البطالة وتفاقمها. وانتقد بعض الأعضاء برنامج نطاقات؛ لعدم تحقيقه نسب السعودة المأمولة، فيما أكد بعضهم أن انخفاض البطالة لم يأتِ بجهودٍ من الوزارة، بل بسبب مغادرة معظم الأجانب لبلدانهم؛ بسبب ارتفاع رسوم الخدمات، وطالبوا بأن يكون العام الجديد بلا بطالة، وأن تضاعف الوزارة جهودها. فمن جانبه، وفي هذا الإطار، تقدّم العضو الدكتور فهد بن جمعة بتوصية مطالباً بوضع سلم رواتب لموظفي القطاع الخاص، بما يتلاءم مع مؤهلاتهم العلمية والعملية وتكلفة المعيشة، بعد محاولاته المتكررة لتحديد السقف الأدنى للأجور عند ٦٠٠٠ ريال لموظفي القطاع الأهلي لكنها رُفِضت بالمجلس. وقال في مبرراته لهذه التوصية: هذه الخطوة ستحفز السعوديين على الانخراط في سوق العمل، وترغبهم في وظائف قد لا تكون مرغوبة سابقاً، وسيضمن حداً أدنى للرواتب يتناسب مع الحياة المعيشية ولن يستطيع أصحاب المنشآت استغلال العامل. وأضاف بقوله: يحدد السلم الوظيفي الرواتب حسب المستوى التعليمي والتأهيلي وعدد سنوات الخبرة، وسوف يضع توازن بين سلم الرواتب في القطاع الحكومي والخاص، مما يحفزهم على العمل في القطاع الخاص؛ لأنه سيرفع من الأمان الوظيفي، خاصة وأنه سبق أن دُرِس هذا المطلب من قبل وزارة العمل بعد اجتماع وزير العمل مع أصحاب الأعمال قبل عدة شهور.
الحمد لله إذا سلم المأموم قبل إمامه: فإن كان عمدا بلا عذر بطلت صلاته. وإن كان سهوا ، لزمه أن يرجع إلى الصلاة ويسلم بعد تسليم إمامه ، فإن لم يفعل بطلت صلاته. قال في "كشاف القناع" (1/465): " وإن سلم قبله عمدا بلا عذر تبطل; لأنه ترك فرض المتابعة متعمدا ، ولا تبطل إن سلم قبل إمامه سهوا, فيعيده ، أي: السلام بعد سلام إمامه; لأنه لا يخرج من صلاته قبل إمامه ، وإن لم يعده بعده بطلت صلاته; لأنه ترك فرض المتابعة أيضا " انتهى بتصرف. وأما من تعمد السلام قبل الإمام لعذر ، فلا تبطل صلاته ، ويحسن هنا أن نذكر شيئا من الأعذار التي تبيح للمأموم أن ينفرد عن أمامه وأن يسلم قبله: قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " مثال العُذْر: تطويل الإمام تطويلاً زائداً على السُّنَّة ، فإنه يجوز للمأموم أن ينفرد ، ودليل ذلك: قصَّة الرَّجُل الذي صَلَّى مع معاذ ، وكان معاذ يُصلِّي مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاءَ ، ثم يرجع إلى قومه فيُصلِّي بهم تلك الصَّلاة ، فدخل ذات ليلة في الصَّلاة فابتدأ سُورةً طويلة (البقرة) فانفرد رَجُلٌ وصَلَّى وحده ، فلما عَلِمَ به معاذ قال: إنه قد نافق ، يعني: حيث خرج عن جماعة المسلمين ، ولكن الرَّجُل شكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ: (أتريدُ أنْ تكون فتَّاناً يا مُعَاذُ) ولم يوبِّخِ الرَّجُلَ ، فَدلَّ هذا على جواز انفراد المأموم ؛ لتطويل الإمام ، لكن بشرط أن يكون تطويلاً خارجاً عن السُّنَّة ؛ لا خارجاً عن العادة.