المغرب، والإمارات، ومصر، ثم السعودية.. أماكن وبلدان احتضنت عزيزة جلال طيلة سنوات عمرها، فالمغرب فيه شبت ودقت باب الغناء أول مرة، وفي الإمارات طورت أداءها وتعرفت على عالم الغناء العربي، وفي مصر اشتهرت واحتضنتها أيادي كبار الملحنين، بينما في السعودية استقرت أسريا، بعد أن اعتزلت الطرب نهائيا. ويتذكر العديد من المغاربة كيف أن فتاة، في سن السابعة عشر من عمرها، وهي في غمرة سن مراهقتها، دلفت بنظارتها السميكة باب الطرب الأصيل بأدائها لأغان تعود إلى الزمن الجميل، غنتها قبلها شادية واسمهان، فكانت تلك انطلاقة بنت مكناس في عالم الغناء، بعد أن تلقت إشادة من مكتشف المواهب، عبد النبي الجراري. وغنت عزيزة جلال أغنيتها الوطنية "نقلت عيوني هنا وهناك"، لحنها الراحل الجراي، وأدتها بمناسبة انطلاقة المسيرة الخضراء سنة 1975، إذ تصادف هذا الحدث التاريخي بالمغرب، حيث تم تحرير الصحراء سلميا من المحتل الاسباني، بظهور اسم جديد في عالم الطرب العربي، هو عزيزة جلال. طريق الشهرة وبعد المغرب، انتقلت جلال إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث مكثت هناك فترة زمنية غير طويلة، أدت خلالها عدا من الأغاني لأحد أشهر مطربي الإمارات على مر تاريخها، الراحل جابر جاسم، فأعطت لتلك الأغاني إشعاعا إضافيا بفضل خامات صوتها القوي والرخيم في آن.
ماتت!!! سأت صديقا لي يعمل في وزارة الاعلام عن تفسير لهذا التطور الرسمي في التعامل مع خبر اغتصاب عزيزة جلال والانتقال من مرحلة منع النشر الى مرحلة الاعتراف - غير الرسمي- بموتها!! حك الزميل انفه وعلى شفتيه ابتسامه لها مغزى قبل ان يقول لي: عزيزة جلال لم تمت... لقد بعث بها الشيخ زايد الى اوروبا للعلاج بعد التوصل الى اتفاق مع امها بدفع تعويض مالي كبير لها مقابل ان تمتنع عن التصريح بما وقع لها... واضاف الصديق ان مستشاري الشيخ زايد - وكلهم من اوسخ خلق الله- اشاروا عليه بنشر خبر موتها حتى تصل اشاعة الاغتصاب الى ذروتها ثم يتم اظهار عزيزة جلال فجأة في مناسبة عادية لدك اشاعة الاغتصاب من اساسها دون الحاجة الى اعلان رسمي!!! وهذا ما حدث بعد خمسة اشهر من جريمة الاغتصاب... قطع تلفزيون ابوظبي بثه العادي لينقل الى المشاهدين خبر وصول عزيزة جلال الى ابو ظبي... وظهرت المطربة على سلم الطائرة تعلو شفتيها ابتسامة عريضة وكانت امها خلفها... وقال المذيع ان المطربة عزيزة جلال وصلت الى ابوظبي بدعوة من وزارة الاعلام للاشتراك في احتفالات العيد الوطني للدولة ومن يومها لم تعد عزيزة جلال تغني... ولم نعد نسمع باسمها وقلب الناس في ابو ظبي صفحة اغتصاب النساء في قصور الحكام وكادوا ينسون الحكاية الى ان ذكرهم بها الشيخ سلطان بن زايد قائد الجيش والشقيق الاكبر للمجرم الصغير حين حاول بدوره اغتصاب فتاة على الطريق الصحراوي بين دبي والعين قبل ان يكتشف ان الفتاة لم تكن الا ابنة عم حاكم دبي ولهذه الحكاية الغريبة حكاية سارويها لكم في المقال القادم لانها هي التي اوصلت الشيخ محمد بن راشد المكتوم كاتب سيناريو عملية الاغتصاب الى منصبه الحالي..... ولقراءة هذه القصة... انقر هنا
من جانبه، قال الكاتب المصري مصطفى الضمراني، في مقال نشر في صحيفة «الأهرام» المصرية، إن عزيزة ووالدتها ترددتا على شقة الموسيقار محمد عبد الوهاب في الزمالك، حيث وضع لحنا جديدا لها قرر أن يكون مسك الختام لكل الألحان التي تغنت بها من قبل، «تم ذلك في سرية تامة وكان كعادته لم يفصح عن هذا اللحن وسافر في رحلته الصيفية التي يقوم بها كل عام إلى باريس متوقعا أن تلحق به عزيزة جلال هناك وتحفظ منه هذا اللحن الجديد، وكان سعيدا به، في انتظار أن تقدمه عزيزة في حفل كبير تنقله الإذاعة والتلفزيون على الهواء، فكانت المفاجأة التي لم يتوقعها عندما علم من أحد أصدقائه وهو في باريس أنها تزوجت، وأنها سعيدة بهذا الزواج بل واعتزلت الغناء تلبية لرغبة زوجها وهي في قمة مجدها الغنائي. وقال بعض المقربين من عبد الوهاب استمعوا منه لهذا اللحن الرائع الذي لم يتمكن من تسجيله وأعجبوا به إعجابا كبيرا، إنه كان مفصلا على صوت عزيزة جلال، ورغم هذا فقد سعد عبد الوهاب بهذا الزواج وتمنى لها ولزوجها حياة أكثر سعادة».
كثيرون لم "يهضموا" قرار عزيزة اعتزال الغناء بموازاة زواجها من رجل الأعمال السعودي، الشيخ علي بن بطي الغامدي، حيث استقرت بمدينة الطائف ببلد الحرمين، ورزقت بثلاثة أبناء درسوا وتخرجوا من الجامعات، وباتت تفخر بهم تماما كما يفخرون بها، وهي التي قررت اعتزال المجد في عز الشهرة. شهرة تركتها عزيزة خلف ظهرها، حتى أنها قاومت كل العروض المغرية التي قُدمت لها من طرف شركات إنتاج وأثرياء عرب طلبوا منها التراجع عن قرار الاعتزال، كما جاءتها عروض للمشاركة في أفلام سينمائية، لكن عزيزة كانت مصرة على قلب صفحة من دفتر حياتها، لتهتم فقط بأسرتها وأبنائها، حيث فضلت العائلة على الغناء. زواج عزيزة برجل الأعمال السعودي، يقول البعض، بأنها جاءت بعد قصة حب بينهما، توجت بالاقتران بعد أن قدم كل طرف تنازلات وتضحيات للآخر، فجلال قررت الاعتزال عن الأضواء في ذروة شهرتها، بينما صد زوجها العراقيل التي لاقاها من أفراد عائلته، قبل أن تستوي الأوضاع، بعد أن أدركوا طيبة وعلو أخلاق المطربة المغربية المعتزلة.
وانتقلت عزيزة جلال إلى القاهرة، حيث صناعة النجوم في الغناء والتمثيل على حد سواء، وتهافتت عليها شركات الإنتاج الفني، وطلبات كبار الملحنين، بعد أن وصلتهم أصداء صوتها الطربي الجميل حتى قبل دخولها بلاد الكنانة، فعرفت أزهى فترات مسارها الفني في هذا البلد. وفي مصر تفجرت طاقة عزيزة، بفضل الرعاية الفنية التي لاقتها هناك من لدن قامات سامقة في عالم التأليف والتلحين، تعاملوا من قبل مع هرم الأغنية العربية أم كلثوم، والعندليب عبد الحليم حافظ وغيرهما، من قبيل كمال الطويل وبليغ حمدي والسنباطي وسيد مكاوي ومحمد الموجي وآخرون. وفي مرحلة القاهرة تأتى للمطربة المغربية المعتزلة أن تغني أشهر أغانيها التي لازالت سائرة على الألسن، ومنها "مستنياك" الشهيرة، و"بتصالحني حبة.. وتخاصمني حبة"، و"روحي فيك"، و"التقينا"، و"يالله بنا نتقابل سوا"، وأغنية "من حقك تعاتبني"، وأغاني أخرى. الاعتزال وحب الجماهير "من حقك تعاتبني" أغنية باتت لسان حال محبي عزيزة جلال، فهم عاتبوها بعد أن فاجأتهم ذات يوم من سنة 1985، أي بعد 10 سنوات من مسار فني قصير جمع بين الهواية والاحتراف، حيث تحولت من فتاة خجولة مغمورة إلى قامة غنائية كبيرة، بقرارها الاعتزال والاستقرار في السعودية، وهي المحطة الرابعة من حياتها.
بعد غياب 34 عاماً … الفنانة #عزيزة_جلال تكشف أسراراً لأول مرة #البيان_القارئ_دائما — صحيفة البيان (@AlBayanNews) ٢٢ مايو ٢٠١٩ تابعوا فكر وفن من البيان عبر غوغل نيوز