[١٤] الحياة مع القرآن سببٌ لرفعة المسلم في الدنيا والآخرة، قال عليه الصلاة والسلام: (إنَّ اللهَ يرفعُ بهذا الكتابِ أقوامًا ويضعُ به آخرِينَ). [١٥] وصف النبي -عليه الصلاة والسلام- الذي يتعاهد القرآن بالقراءة بطيب المظهر والجوهر؛ فقال: (مثَل المؤمن الذي يقرأُ القرآن كمثل الأترجَّة، ريحها طيِّبٌ وطعمُها طيب). [١٦] أهل القرآن هم أحباب الله تعالى وصفوته وخاصّته، وقد بشّر رسول الله -عليه الصلاة والسلام- بهذا فقال: (إنَّ للهِ أهلين من النَّاسِ، قالوا: من هم يا رسولَ اللهِ، قال: أهلُ القرآنِ هم أهلُ اللهِ وخاصَّتُه). [١٧] قارئ القرآن صاحب حظوةٍ ومكانةٍ في الجنّة ، حيث يرفع الله درجاته فيها بقدر قراءته القرآن في الدنيا، جاء في الحديث الشريف: (يقالُ لصاحب القرآن: اقرأ وارتَقِ، ورتِّل كما كنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا؛ فإنَّ منزلَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها). [٤] إنّ الأجر الحاصل للمسلم وهو يرطّب لسانه بقراءة القرآن أجرٌ عظيمٌ، وله بكلّ حرفٍ ثوابٌ، ويتضاعف هذا الثواب أضعافاً كثيرةً، يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ "ألم" حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ).
صلي الله عليه وسلم. حكم قراءة القرآن الكريم دون وضوء إذا قرأ المسلم القرآن وكان على الحدث الأصغر وليس الأكبر بشرط عدم لمس المصحف فذلك جائز، خاصّةً لغايات التعلّم والتدبّر، فتجوز قراءة القرآن الكريم بإجماع العلماء، إلا أنّ الأفضل أن يكون على طهارة، قال النووي: (أجمع المسلمون على جواز قراءة القرآن للمحدث، والأفضل أن يتطهر لها)، أما عن لمس المصحف فلا يجوز إلا بطهارة بإجماع الأئمة الأربعة، أما كل من الأئمة الحاكم، وحماد، وداود الظاهري فذهبوا إلى جواز الأمر استناداً إلى قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ). أمّا إذا كان على الحدث الأكبر وكان الرجل على جنابة فلا يجوز له قراءة القرآن سواء بمسّه أو دون ذلك، ولا يتمّ له الإمر إلا حين يغتسل من الجنابة، والدليل على ذلك الحديث الشريف الوارد عن الرّسول عليه السّلام: (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لا يحجزُه شيءٌ عن القرآنِ إلا الجنابةُ، وفي روايةٍ إنه لمَّا خرجَ من قضاءِ الحاجةِ قرأ بعضَ القرآنِ، وقال: هذا لمن ليس جنبًا، أما الجنبُ فلا ولا آيةً).