لم تبق الدوحة مؤامرة إلا وسارت فيها، ولم تدع فتنة إلا وخاضتها، ولم تتخل عن تحريض على أمن دول خليجية وعربية إلا وأقدمت عليه. لذا كان الصبر السعودي مثار استغراب الكثيرين، لكن نسوا أن القادة السعوديين يتأسون بخط والدهم الملك عبد العزيز الذي قال يوما حين سأل عن سياسته أنه يصبر ويمنح الآخرين فرصة للعودة إلى الصواب، وحين يفشلون يعالجهم بقوة فيتحقق له ما يريد. لكن هل نتوقع أن قطر ستعود إلى صوابها؟ في الواقع يمكننا المراهنة على حكمة كبار آل ثاني، لكن للأسف فهم مبعدون عن القرار، الذي اختطف من قبل عزمي بشاره ويوسف القرضاوي بحيث تمكنوا من السيطرة على مفاصل الدولة القطرية، لذا فلننتظر الخراب والدمار للدولة الشقيقة. الحل الوحيد لعودة قطر إلى حضنها الخليجي والعربي أن تتخلص من كل هذا الدرن ومصادر الفتنة والتحريض ورعاة الإرهاب. وعلى قطر أن تبتعد عن تمويل الحركات الإرهابية والمراهنة على أنها تستطيع التأثير على الساحة الداخلية السعودية واستغلال القبيلة أو المذهب أو محمد بن عبدالوهاب كي تخترق السعوديين. وفي الختام لا يوجد خريطة طريق أمام القطريين سوى الابتعاد عن دعم العصابات الإرهابية كالإخوان والنصرة وداعش، أو أن تصبح تابعا ذليلا لإيران سياسيا وفي نفس الوقت تحميها وحدات تركية كما فعل المعتصم العباسي، حين أدخل الأتراك لبغداد فذهبت خلافة بني العباس ونرجو أن لا تذهب ريح آل ثاني.
كما دفعت الدوحة من 200 إلى 300 مليون دولار إلى جماعات إسلامية في سوريا، ذهب معظمها إلى جماعة فتح الشام المرتبطة بتنظيم القاعدة مقابل إطلاق سراح 50 مسلحًا شيعيًا كانوا في قبضتهم. ويوضح التقرير أن القضية بدأت مع قيام ميليشيا كتائب حزب الله في العراق باختطاف القطريين في ديسمبر 2015، ويضيف أن ثلاثة من قادة الميليشيا العراقية قالوا إن الرهائن نقلوا إلى إيران والمختطفين القطريين يستقلون الطائرة عائدين من بغداد إلى الدوحة. وتؤكد الصحيفة أن هذه الميليشيات على صلة بجماعة حزب الله اللبنانية، التي تقاتل لدعم نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا. وتنقل الصحيفة عن دبلوماسيين لم تسمهما قولهما إنهما يعتقدان أن محفز اختطاف القطريين كان لإعطاء حزب الله وإيران ذريعة للتفاوض لإطلاق سراح مقاتلين شيعة محتجزين لدى جماعة فتح الشام السنية المتشددة في سوريا، التي كانت تعرف سابقًا باسم جبهة النصرة وتمثل فرع تنظيم القاعدة في سوريا. ويضيف الدبلوماسيان أن الصفقة شملت اتفاقًا منفصلًا لتسهيل إجلاء بلدتين يحاصرهم مسلحو المعارضة السورية مقابل أخريين يحاصرهم مسلحون شيعة. وتنقل الصحيفة عن دبلوماسي غربي قوله لقد ظلت قطر وإيران تبحثان لوقت طويل عن غطاء لعقد هذه الصفقة، وقد وجدتا ذلك أخيرًا.
وقالت الوزارة "إن الادعاءات التي وردت في بيانات قطع العلاقات التي اصدرتها الدول الثلاث تمثل سعيا مكشوفا يؤكد التخطيط المسبق للحملات الاعلامية التي تضمنت الكثير من الافتراءات. ". وقالت شركتا الاتحاد للطيران الإماراتية والإمارات إنهما ستعلقان رحلاتهما الجوية من وإلى قطر ابتداء من صباح الثلاثاء إلى حين إشعار آخر. جهازك لا يدعم تشغيل الفيديو ماذا يعني قطع العلاقات المصرية القطرية؟ وقال مساعد وزير الخارجية المصري السابق، عبدالله الأشعل، لبي بي سي إن قطع العلاقات الدبلوماسية يعني تحول البعثات الدبلوماسية من سفارات إلى بعثات لرعاية المصالح. وتأتي تلك التطورات في ظل تصاعد التوتر بين دول الخليج عقب بث تصريحات منسوبة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الشهر الماضي قال فيها إنه من غير الحكمة معاداة إيران ورفض تصعيد الخلاف معها. ورغم أن وكالة الأنباء القطرية أصدرت بيانا في وقت لاحق نفت فيه صحة التصريحات وقالت إن موقعها الإلكتروني تعرض للقرصنة، إلا وسائل الإعلام السعودية والإماراتية شنت هجوما حادا على قطر. ونشرت وكالات الأنباء الرسمية في تلك الدول تباعا بيانات رسمية عن قطع العلاقات مع الحكومة القطرية. "تهديد الأمن القومي" وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن "الحكومة المصرية قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معاد لمصر، وفشل كافة المحاولات لإثناءه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الاخوان الارهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم احكام قضائية في عمليات ارهابية استهدفت امن وسلامة مصر، فضلا عن اصرار قطر على التدخل في الشئون الداخلية لمصر ودول المنطقة بصورة تهدد الامن القومي العربي".
سياسة الخميس 2017/6/8 04:00 م بتوقيت أبوظبي منذ ما يقارب 21 عاما والمؤامرات تحاك ضد الخليج العربي، والجماعات الإرهابية كجماعة الإخوان المسلمين تقوى ويكبر نفوذها في العالم العربي لا سيما في منطقة الخليج، والأدهى والأمر من ذلك هو تشعّب إيران وتدخّلها بقوة في السياسات العربية وفي الشؤون الداخلية للدول العربية. كل هذا الأحداث تجعلنا في حيرة من الأمر ونفكر كثيرا في الأحداث التي تلمّ بمنطقتنا، وتطرح علينا العديد من التساؤلات، منها: دول الخليج أصبحت تمتلك أدلة قوية وقاطعة ومصيرية تدل على تورط قطر في الكثير من القضايا الإرهابية لذلك جاءت هذه المقاطعة لقطع الشر عن أوطاننا ومجتمعاتنا ١- هل من المعقول أن إيران تملك كل هذه الأموال لتصرفها على التدخلات في الدول العربية وزعزعة الأمن العربي والخليجي؟ ٢- هل من الممكن أن جماعة الإخوان المسلمين تملك أموالا طائلة تعادل ميزانيات دول، لذلك نراها تتشعب في كثير من البلدان لا سيما مصر وليبيا والكويت وسوريا وبعض من البلاد الأوروبية؟ ٣- كيف لـ داعش" أن يموّل هجماته الإرهابية في العالم والتي يتبنّاها في كل من فرنسا وبلجيكا والولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية وغيرها؟ الكثير من التساؤلات التي يجب أن تطرَح على العقلاء في العالمين العربي والإسلامي.
لم يكن قرار قطع العلاقات مع قطر من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر أمرا هينا على قياداتها ولا شعوبها، لكنه نهاية طبيعية وحتمية لطريق مسدود حاولت فيه هذه القيادات مد اليد للقيادة القطرية، لكنها كانت دائما تقابل بالوعود الخلابة والتنفيذ المضاد للوعود. صبر طويل امتد 21 عاما من قبل القيادة السعودية والإماراتية، وعانت البحرين من مؤامرات مستمرة لم تتوقف، راقب الجميع تضاد فاجع في الاستراتيجيات السياسية لدى القطريين، إلى الدرجة التي لم يعد أحد يتوقع موقف قطر من أي قضية حتى ولو كانت مصيرية تجمع هذه الدول. وحاول القطريون في بيانهم الأخير تحويل الأنظار إلى أن قرار قطع العلاقات يأتي ضمن مؤامرة، وهذه المحاولة تأتي تتويجا للفهم القطري للأحداث، في حين لم يجب القطري في بيانه على سؤال لماذا صدر القرار ضده، وما سبب ذلك، إذ لا يمكن أن يجتمع القوم عليك لأسباب تافهة كالتي أوردها البيان. والأمر الأخر الحديث عن فرض الوصاية على دولة قطر وانتهاك سيادتها، فليجيب أي قطري على تساؤل من هو الذي يريد فرض وصايته على غيره ويتدخل في شؤون أشقاءه ويفتن ويحرض؟ من يحتضن المعارضات وعصابات الإرهاب؟ ومن الذي ينتهك سيادة دول عديدة بعيدة عنه آلاف الأميال؟ تدخل الكويتيون لعل وعسى أن يفعلوا شيئا يوقف تدهور العلاقات، لكن لم ينجح الشيخ صباح الأحمد الصباح سوى في وضع كمادات تخفض حرارة المريض دون أن تكون هناك وصفة ناجعة للمرض القطري.
عودتنا قطر على جمع المتناقضات لذا سنرى في الدوحة وبشكل أكثر وضوحا، إذا لم يغلب القطريون العقل، إيران وتركيا واسرائيل، كلهم يتصارعون على الكعكة القطرية في ظل فقدان زعامة قوية تغلب المصلحة القطرية والخليجية والعربية.
وليس للحكومة، التي تتخذ من مدينة البيضاء بشرق ليبيا مقرا لها، سلطة كبيرة في البلاد. والحكومة معينة من برلمان مقره في الشرق أيضا وتتحالف مع القائد العسكري خليفة حفتر. وترفض حكومة شرق ليبيا حكومة أخرى معترفا بها دوليا وتدعمها الأمم المتحدة في العاصمة طرابلس. ومن جانبه، قال نائب مدير مكتب الرئيس الايراني حسن روحاني الاثنين إن قرار بعض الدول الخليجية ومصر قطع علاقاتها مع قطر لن يساعد في حل الأزمة المعتملة في الشرق الأوسط. وقال حميد ابوطالبي إن "زمن قطع العلاقات واغلاق الحدود قد ولى، وهذه ليست السبل الصحيحة لحل الأزمات. ليس لهذه الدول خيار سوى الحوار. " وأضاف "ان الذي يحدث هو النتيجة الأولية لرقصة السيوف" في اشارة على ما يبدو الى الزيارة التي قام بها مؤخرا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى السعودية. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلوخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الالماني "إن هذه التطورات اصابت الجميع بالحزن، وفي كل الظروف يجب ان يستمر الحوار وهذه الخلافات يمكن حلها، ونحن مستعدون لاعطاء كل الدعم المطلوب لحل الخلافات
قرار قطع العلاقات أثر في رحلات الطيران من الدوحة وإليها كما أغلقت البحرين الأجواء أمام حركة الطيران وإقفال الموانئ والمياه الاقليمية أمام الملاحة من وإلى قطر خلال 24 ساعة من إعلان البيان. وأضاف البيان "وإذ تمنع حكومة مملكة البحرين مواطنيها من السفر إلى قطر أو الإقامة فيها فإنها تأسف لعدم السماح للمواطنيين القطريين من الدخول الى أراضيها اوالمرور عبرها كما تمنح المقيمين والزائرين القطريين مهلة 14 يوما لمغادرة اراضي المملكة تحرزا من أي محاولات ونشاطات عدائية تستغل الوضع رغم الاعتزاز والثقة العالية في اخواننا من الشعب القطري وغيرتهم على بلدهم الثاني". ولاحقا أفادت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية بأن الحكومة قررت "قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر ومنع دخول القطريين إلى الإمارات وأمهلت المقيمين والزائرين القطريين 14 يوما لمغادرة البلاد لأسباب أمنية". وقالت الحكومة اليمنية في بيان إن "ممارسات قطر بالتعامل مع مليشيات الحوثيين الانقلابية ودعم الجماعات المتشددة أصبحت أمرا واضحا". وقال محمد الدايري وزير الخارجية في حكومة شرق ليبيا الاثنين إن الحكومة حذت حذو حلفاء إقليميين وقررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر.